المايسترو Maestro or Conductor:
الكثيرين من غير الموسيقيين وحتى بعض الموسيقيين أحيانا لا يعرفون ما هي وظائف المايسترو ولماذا يقف أمام الأوركسترا، ولماذا يبدو وكأن العازفين لا ينظرون له أثناء العزف ومتى يكون وجوده ضروريا وأي من الأعمال التي ممكن عزفها بدون وجود مايسترو!
باختصار شديد، المايسترو هو من يدير العمل كله في الأوركسترا، وفي الأعمال الأوركسترالية الكبيرة لايمكن بأي حال من الأحوال عزف تلك الأعمال بدون وجود مايسترو.
كنت أقرأ قبل فترة في كتاب وكان هناك فصل يتكلم عن المايسترو، سوف أنقل فقرة أعجبتني من هذا الكتاب:
"المايسرو والمؤلف الشهير جوستاف ماهلر قال ذات مرة:
لا يوجد أوركسترا عظيم، فقط يوجد مايسترو عظيم. في هذا الكلام مقدار كبير من الحقيقة إذا لم يفهم بشكل حرفي. طبعا حتى توسكانيني نفسه لن يستطيع أن يجعل أوركسترا لمعهد عالي للموسيقى أن يعزف مثلما يعزف أوركسترا بوسطن فيلهارمونيك، وكذلك الأمر لو قاد مايسترو من الدرجة الرابعة أوركسترا بوسطن فيلهارمونيك لما تمكن من أن يجعلها تعزف مثل أروكسترا لمعهد عالي للموسيقى" هذا هو جزء مما أتى في الكتاب.
لو طبقنا هذا الكلام على إحدى أشهر الأوركسترات في العالم كأن تكون أوركسترا برلين فيلهارموني ولو افترضنا وأن قاد هذا الأوركسترا قائد عظيم مثل كارايان في عمل ضخم كأن يكون الحركة الأولى من سيمفونية ماهلر الثانية، وبعد أن فرغ كارايان من قيادته لتلك الحركة قام بتسليم عصا القيادة لمايسترو آخر، المايسترو الآخر ليست له خبرة طويلة في القيادة وهو قائد بسيط جدا من الدرجة الثامنة أو العاشرة، بعد أن يقود هذا المايسترو غير الخبير نفس العمل سوف نلاحظ فارقا هائلا في النتيجة الصادرة، علما بأن الأوركسترا هو نفسه والنوتات الموضوعة أمام العازفين هي نفسها فأثناء قيادة المايسترو الثاني للعمل لسمعنا هرجا ومرجا وأخطاءا لا حصر لها بدلا من أن تسمع عملا عظيما.
ولو قاد أوركسترا شهير مايسترو شهير جدا عملا معين، وبعد فترة قاد نفس العمل ونفس الأوركسترا مايسترو شهير آخر للاحظنا أن هناك فروقات قد تصل أحيانا لتكون فروقات كبيرة بين نتيجة قيادة هذين المايستروين، السبب هو أن لكل مايسترو له رؤيته وفهمه الخاص بالعمل والمؤلف.
هذا هو السبب في أن الكثيرين من المهتمين بالموسيقى الكلاسيك حينما يقتنون عملا مهما لمؤلف ما فهم يقتنون ذات العمل بقيادة عدة مايسروات وعزف عدة أوركسترات.
هل ينظر الموسيقيين للمايسترو بانتباه؟
حينما يتفرج شخص غير موسيقي إلى أوركسترا يلاحظ "أو يتصور" بأن كل العازفين مشغولين بقراءة النوتة متناسين وجود المايسترو ولا ينظرون له، إذا لماذا يقف المايسترو؟ هذا الكلام غير صحيح بتاتا، فكل العازفين عليهم أن يراقبوا تحركات المايسترو.
لو حظر أحدنا بروفة أوركسترا وجلس يتفرج، وجد أن العازفين منهمكين في قراءة النوتة وفي مكان معين أوقف المايسترو العزف، تجد أن الأوركسترا كلها تتوقف عن العزف في نفس الوقت الذي أوقف المايسترو يده، هذا يعني أن الجميع منتبهين لحركات المايسترو، وهذا هو السبب في أن المايسترو يقف على خشبة عالية لكي يراه جميع العازفين، أما العازفين الذين يشتركون في نوتة واحدة "مثل الآلات الوترية حيث يشترك كل عازفين إثنين في نوتة واحدة" تجد أنهم يضعوا حامل النوتة "الستاند" في مكان معين بحيث يتمكن كُلّا من العازفين من رؤية المايسترو ولو صادف وأن جلس أمام أحد العازفين عازف أو عازفة بشعر عالي أو كثيف أو عازف طويل القامة مما يعيق العازف الذي يجلس إلى خلفه من رؤية المايسترو تجد أن العازف يحاول تغيير مكان الستاند أو مكان الكرسي الذي يجلس عليه أو يطلب من العازف الجالس أمامه ليغير قليلا من موقعه ليتمكن هو من رؤية المايسترو.
وهذا هو السبب أيضا في أننا نجد أن الأوركسترا تجلس على ألواح خشبية متفاوتة في الارتفاع، فكراسي الآلات الوترية توضع على خشبة المسرح مباشرة أما كراسي آلات النفخ فتوضع على ألواح خشبية متفاوتة الارتفاع وبحسب موقع الآلة لكي يتمكن العازفين من رؤية المايسترو.
0 التعليقات:
إرسال تعليق